لم أكن أملك كلمات البالغين، لكن صلواتي كانت ذات قيمة
- Simone-Christelle NgoMakon

- 26 سبتمبر
- 3 دقيقة قراءة
Mè yéga أحجار ثمينة، Selamat pagi أشجار الزيتون.
لوقا 18: 16 (ترجمة AMP الموّسّعة الأمريكية) "لكن دعا يسوع الأطفال إليه، وقال [للرسل]: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ".

وُلِدتُ وتربّيتُ في الكاميرون، تحديداً في مدينة دوالا. كنتُ الأكبر والأيمن من بين خمسة أطفال، أصبحوا الآن أربعة. منذ صغري، كان والدي يحرص على أن أكون أنا من يصلي ويبارك الطعام. كونه كاثوليكياً ووالدتي من شهود يهوه، أعتقد أنه بالإضافة إلى غرس هذه العادة فيَّ، كان هذا بالنسبة له وسيلة للبحث عن نوع من "الحياد الديني". لم أسمع والدي يصلي إلا نادراً، أما والدتي فكانت تصلي في صمت في معظم الأوقات (باستثناء عندما كانت تبارك الطعام أو عندما كانت تقرأ لنا قصصاً من الكتاب المقدس). كانت تعاني من تقطع في النطق في فترة المراهقة. وعندما اختفت التمتمة، بقيت عادة الصلاة في الصمت. كما تعلمون، عندما كنتُ أصلي قبل الطعام، لم أكن أعرف كلمات الصلاة بشكل صحيح. لكن المجد لله، لقد كانت هذه العادة بمثابة محفز ومحرك أساسي في حياتي. كان عليَّ أن أصلي بصوت عالي ومسموع، بكلماتي الطفولية البسيطة دون إطالة. بالنسبة لي، كطفلة، كانت الرسالة واضحة: " يسمع الله صلاة الأطفال". لم أكن أملك كلمات البالغين، لكن صلواتي كانت ذات قيمة.
إذا كنتَ أباً أو أماً، فأنا أشجعكم بشدة على تعليم أطفالكم كلمة الله. شجعوهم على الصلاة. صلوا من أجلهم، وصلوا معهم وأدعوهم إلى الصلاة. رنّموا معهم، اسألوا أطفالكم ما الترانيم التي يرغبون في سماعها هذا الصباح؟ اكتشفوا ما هي قصصهم المفضلة من الكتاب المقدس. دعوهم يشعرون بالحرية ليصلّوا بكلماتهم. كما كتبتُ في نصيحة سابقة، لا توجد "صلوات صغيرة". هناك فقط صلوات صادقة، وفقًا لمشيئته (كلمته) مُصلاه بإيمان. لا تنتظروا حتى يتعرض أطفالكم لهجمات شيطانية لتعلموهم كيف يصلّون.

في طفولتي، كنتُ أعيش ليالٍ مليئة بالرعب والكوابيس والهجمات. كنتُ أرى في أحلامي أشخاصًا يهددون بقتلي وتقطيع جسدي إلى قطع صغيرة ثم طهوها في قدر كبير. كنتُ أسمع أصواتًا غريبة. كلما حاولتُ الصراخ، لم يخرج صوت من فمي، كأنني مشلولة الحركة. كنتُ أشعر بالاختناق. أحيانًا، كنتُ أستيقظ وأشعر بالخوف الشديد، حتى أنني لم أجرؤ على الخروج من سريري والتوجه إلى باب غرفة والديّ. كنتُ أبكي في صمت، ثم أعود للنوم متعبةً. كانت أمي تصلي معي قبل النوم، ثم تغادر الغرفة بعد ساعة من نومي. في بعض الليالي، كانت تستيقظ عدة مرات (كان أبي كثير السفر في رحلات العمل).
في إحدى الليالي، ظننتُ أن نهايتي قد اقتربت. في ذلك اليوم، شاهدتُ في التلفاز طفلة صغيرة تصلي. كانت تتحدث مع يسوع مباشرة كأنه واقف أمامها. أثر هذا المشهد فيّ كثيرًا، فذهبتُ إلى غرفتي وفتحتُ كتاب قصص الكتاب المقدس وقرأتُ جميع القصص عن يسوع. في تلك الليلة، نمتُ دون تناول أي طعام. كانت تلك الليلة أسوأ ليالي حياتي، لكنني من كل قلبي صرخت ليسوع. لم يكن صراخًا مسموعًا، لكن الله سمع صراخ تلك الطفلة الصغيرة البالغة من العمر ثماني سنوات. ظهر شخص يرتدي أبيض، وحلّ قيودي من الشجرة، وكسَّر القدر، وأبعد عني من كانوا يضايقونني. نظر إليّ وفقط قال: "ابقِ خلفي". لم أكن متأكدةً إن كان هو يسوع، أو إن كان ملاكًا. ولكن، بعد هذا التدخل، أصبحت لياليّ هادئة سالمة. في صباح اليوم التالي، استيقظتُ أرنم بألسنة أخرى، ممتلئة بفرح لا يوصف. هللويا!
في السنوات التالية، مرت عائلتي ببعض التجارب المؤلمة. وبدون أن أعبر عن ذلك صراحةً، بدأت أشعر بالاستياء من الله. لم يعد لديّ كوابيس، لكنني فقدتُ الفرح. لم أعد أثق به "ثقة تامة". مع ذلك، كنتُ أعلم أنه يسمعني، فكنت كل فترة أطرح عليه بعض الأسئلة، وأصلي، وأقرأ الكتاب المقدس، وأختار أن أطيع كلمته بقدر ما يناسبني. توقفتُ عن التكلم بألسنة أخرى، ونسيتُ إنني مُنحت هذه الهبة. بالإضافة إلى ذلك، لم أكن أعرف حتى أنها موهبة التكلم بألسنة. لطالما اعتقدتُ أنني كنت أرنّم بلغة أجنبية فقط.

عندما بلغت سن الرشد وقبلت يسوع بالكامل، كلمات مثل "الإخلاص" و"الحميمية" أصبحا لديَّ معناهما الكامل. بدأت صلواتي بكلمات بسيطة، وتحدثت كما لو كان الله واقفًا أمامي جسديًا. إذا شعرت بالحاجة إلى البكاء والابتسام، لم أشعر بالحرج. لم أستطع التظاهر، إلخ. كل هذا لأنني كنتُ منذ صغري أدرك أن صلواتي مهمة. مرة أخرى، إذا كنتَ أماً أو أباً، فأشجعكم بشدة على تعليم كلمة الله لأولادكم والصلاة معهم. أنا لستُ أماً بعد، ولكنني أعتقد أن تجربتي كافية لتشجيعكم. لا يهم متى تصلي مع أطفالك، صباحاً أو مساءً، بعد المدرسة أو قبل النوم. المهم هو تخصيص وقت لذلك. كما أن لكل شخص وقته لأداء واجباته المنزلية، فليكن لكل شخص يومًا ليبارك فيه الطعام أو يقترح كيف يريد قضاء الوقت العائلي. باختصار، امنحوا أطفالكم الفرصة لتطبيق ما تعلموه في مدارس الأحد. نحن نتعلم الصلاة من خلال الصلاة نفسها.
** Mè yéga = صباح الخير (وتعني أيضاً شكرًا) بلغة باسا (الكاميرون).
** Selamat pagi = صباح الخير باللغة الإندونيسية



تعليقات